
لا يشبه رمضان هذا العام أي رمضان في حياة السيدة أم علاء، ربة المنزل الأربعينية التي اعتادت متابعة مسلسلين على الأقل كل عام في هذا الشهر، فهي لا تتابع أي عمل درامي سوري أو غير سوري هذه السنة، والسبب كما تقول لـ"إيلاف" هو "انشغالها بمتابعة المسلسل المباشر من الأحداث التي تدور في البلاد"، في إشارة إلى الصراع الدائر في سوريا منذ نحو 17 شهراً.
وتضيف أم علاء :"أفضل أن أتابع ما يحصل في البلد، وهو مسلسل واقعي نتابعه إما شخصياً أو عبر شاشات التلفزة، التظاهرات والمعارك والمواجهات تبقى أكثر إثارة من أي مسلسل".
ورجحت ربة الأسرة السورية أنها كانت ستختار متابعة مسلسل "زمن البرغوت" لو أن الظروف مختلفة، كونها تفضل أعمال البيئة الشامية.
من جانبه يرجع المحامي مهند عللوه عدم متابعته لأي مسلسل هذا العام لـ"انعدام الرغبة"، ويتساءل الشاب الذي قارب الثلاثين من العمر: "كيف لي أن أتابع مسلسلاً وسط كل ما يحصل، لا أعتقد أنني سأملك التركيز الكافي"، ويضيف: "أصوات القذائف والرصاص لوحدها كافية لتشتيت ذهن أي مشاهد"، إضافة إلى أن "التلفزيون اليوم هو بالنسبة لي وسيلة لمتابعة آخر الأخبار وليس للترفيه على الإطلاق".
أما أنس الحموي، الموظف في أحد البنوك الخاصة، فلا يربط بين مقاطعته الدراما السورية والأحداث الجارية في بلاده، بل يقول إنه فضل أن يتابع المسلسل المصري "الخواجة عبد القادر" لنجمه المفضل يحيى الفخراني.

ويوضح الحموي سبب ذلك: "الدراما السورية تراجعت كثيراً في العامين الأخيرين، التكرار أصبح سمة مميزة، كل سنة جزء جديد من باب الحارة أو مسلسل يشبه باب الحارة، الدراما المعاصرة لم تعد بالمستوى ذاته "، ويردف: "تأملت خيراً العام الماضي بعودة حاتم علي إلى المسلسلات الاجتماعية لكن الغفران لم يكن بالمستوى المأمول".
لهناء، 33 عامًا، سبب آخر لعدم متابعة المسلسلات السورية أو غير السورية، وهو بكل بساطة "الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي"، وتوضح الموظفة في القطاع العام "المشكلة أن انقطاع الكهرباء ليس له وقت محدد، تارة في الصباح وتارة في المساء، فقد اختار أن أتابع عملاً ما ثم أفوت الحلقة الأخيرة مثلا بسبب انقطاع مفاجئ للكهرباء، ولذلك اخترت أن أوفر على نفسي كل هذا".
وقالت هناء إن "الأعمال التلفزيونية تتوافر على أقراص DVD بأسعار بخسة في السوق السورية بمجرد انتهاء عرضها، لذا سأقتني ما أشاء من أعمال وأتابعها على مهل"، وأضافت: "أنتظر نهاية رمضان كي أحضر نسخة كاملة للجزء الثاني من مسلسل الولادة من الخاصرة وأتابعها بحسب أوقات انقطاع الكهرباء في المنزل".
لأحمد، الطالب الجامعي، سببه السياسي، إذ إنه يقاطع الدراما السورية عن قرار مسبق، وهو أن "العديد من الممثلين السوريين انحازوا إلى جانب النظام بدلاً من الانحياز للشعب"، ويردف الشاب العشريني: "لن أتحمل مشاهدة من دعوا إلى سحق المحتجين أو شتموهم".