Quantcast
Channel: منتديات بنات مصر
Viewing all articles
Browse latest Browse all 19429

نساء فى حياتى الحلفة العشرون

$
0
0
لم أنطق بكلمه غير أني وأنا صاعد إلى أعلى توقفت وألتفت إليها وكالمدفع الرشاش خرجت الكلمات من لساني
.. منى أريد الانفصال .
المدهش بالأمر أنها أبتسمت كأني أُلقي على أسماعها طرفة أو مزحة ثم عاودت الصعود وحين جلسنا لم تتركني كعادتها لتبدل ملابسها بل جلست بعيداً عني وقالت وهي تسقط بعض الطعام للأسماك ..
* أتعرف يا عمر أنك قبل أن تخبرني بموضوع زواجك من ماري كان أحب الأحلام إلى نفسي أن أخرج معك نهاراً نجوب الشوارع .. والميادين .. ندخل الأماكن العامة .. أرقص معك في حفل ٍ يحضرها كثيرون.. كنت أريد الزهو أمام الناس بأني زوجتك وكنت أعلم أنهُ الحلم المستحيل وعرفت بأني سأبقى على هامش حياتك ورضيت ذلك ..أحبك .. وما دام الأمر على هذا الوضع يريحك فكيف أعترض عليه ..؟ وكنت قانعه رغم العذاب والألم الذي أعيشه ثم جئت بعد ذلك لتضع سياجاً أشد من السياج الذي أحطتَ به حياتي .. جئت بكل قسوة لتضع حجراً ضخماً خلف الباب الذي تغلقه بألف مفتاح لكي لا تعطيني الفرصة أو الأمل في الخروج للشمس .. جئت بماري .. أحبك .. وما دام الأمر على هذا الوضع يسعدك فكيف لا أرى فيه سعادتك .. ؟ ووافقت عن قناعة ورضا وعذاب .. وها أنت جئت اليوم تدق اّخرمسمار في نعشي .. جئت تبغى الإنفصال .
حاولت أن أتكلم فقالت بهدوء وهي تشير بأصبعها أن أسكت ..
* لا تقل شيئا ولا تكذب .. أعرف أنك غير قادر على البعد عني .. وأعلم انك محتاج لوجودي في حياتك لكنه الإحتياج الأبعد .. التالي في الأهمية .. مروة على مدار عمرك الماضي هي زوجتك ..وماري هي الحلم الأتي من جوف الغيب تحمل في رحمها طفلك المنتظر ..وأنا ..؟ أنا المرأة التي عادت من كهوف الماضي وأتخذت في الحاضر ركناً مظلماً لم يرها أحد ولم يشعر بها أحد ..وخوفك من خروج مروة من حياتك بسببي يجعلك في خوف وقلق .. وما دامت مروة قد باركت خطوه زواجك من ماري وأصبح وجودها في حياتك يشكل الهدوء الذي تنشده فلا بد من الإطاحة بمصدر الخوف والقلق الذي هو أنا .. أليس كذلك ؟ إنتظر لا تتكلم حتى أنتهي من كلامي .. غير أنك مسكين يا عمر .. بداخلك تحمل حب الرجل الشرقي لي .. للمرأه التى تجعل منك سلطاناً في فراشها .. التي تشعرك بأنك فحل في مخدعها وأنك القادر على أثارتها وأنك الوحيد القادر على الوصول بها الى حد الإرتواء .. المرأه التي تخرج ما بداخلك أمامها دون تكلف أو تصنع ودون البحث عن إطار أو برواز .. أعرف أنك تحتاجني وتحتاج أن يبقى فيك هارون الرشيد ؟ فاعلم يا سيدي هارون الرشيد أن خلافتك في هذا القصر قد إنتهت ..وأن الجارية التي كان يسعدها قبل اليوم مجيئك لن تنتظرك .. ليس بغضاً في الخلافة أو الخليفة وليس كرها من الجارية فيك بل لحبها الشديد لك ولتوطيد دعائم حكمك .. إخلع عنك الخوف والقلق وكن مطمئناً فلن أسبب لك بعد اليوم ألم وأعلم أنك ستشتاق إلى كل يوم قضيته هُنا .. وستعرف أن أجمل أيام حياتك كانت هُنا في هذا المجلس وتلك الغرفة وحسبي من الدنيا أني كنت مصدر سعادتك .. وعن نفسي سأأخذ إبنتاي ونعود إلى باريس نكمل حياتنا هناك .. وثق أني سأظل لك صديقة إذا ما أحتجت إليها فلا تتردد .. ولي رجاء أخير عندك يا عمر أن لا تكسر بعد الأن دُميتك فهي على الأقل تحمل ذكرياتك .
إنتهت مُنى من كلامها .. من تشريحها لي وتركتني غارقاً في عرقي لا أستطيع التفوه بكلمة .. لم أستطع النظر إليها .. فهبطت السلم وخرجت من الفيلا .. ركبت السيارة والوجوم يخيم عليً حتى ما بيني وبين نفسي أشعر بالحرج .. أخجل منها .. كلماتها تتردد واّلامها تذداد وسياط كلامها موجع وأليم غير أني رددت على إستحياء .. ألم ساعة ولا ألم العمر كله .
بعد ثلاثة أشهر إنتهت ماري من كل شي .. الإمتحانات .. من حاله العصيان المدني في محيط أسرتها رغم أن والدها لم يكلف نفسه العودة إلى القاهره ولو ليوم واحد ليرى ماذا ستفعل أبنته الوحيدة .. كل الذي فعله مجرد صراخ في الهاتف والتهديد كما قالت ماري بالقتل .. قتلها وقتل من سيتزوجها .. أصبحت أخيراً مستهدفاً برصاص أبيها .. ضحكت ماري تقلد صوت أبيها ثم تسألني ..
* ألست خائفاً ؟ ستموت .
- الموت معك أجمل حياة .
* بل الموت معنا يا عمر .
كل شيء في الوجود سكن .. قلبي لم أسمع له نبضاً .. أنفاسي حبست في صدري ..
* ماذا قلتي ؟
... قلت ستموت معي ومع الجنين الذي أحسه في رحمي .
يا أروع أغنيه أسمعها .. يا أجمل من كل الدنيا .. يا فرحة عمري الأولى .. يا عمري .. يا نبته جاءت من بعد القحط .. يا إشراقة شمس طلت من قلب الغيم في عز البرد .
حملت ماري بين زراعي وكأني أحمله .. نعم كأني أحمل طفلي دخلت بها غرفه النوم وبرفق وضعتها فوق الفراش .
- ماري .. في أسرع وقت يجب أن نتم زواجنا .. فأشيري علي ماذا أفعل ؟
ضحكت ماري وهي تضمني بقوة إليها ..
* يا طفلي الكبير لقد أضاعت الفرحة عقلك .. المطلوب منك أن تحضر مأذون وأثنين من الشهود .. لقد تزوجت مرتين من قبل يا عمر والمفروض أنك خبير بذالك .
- الأن ننزل سوياً إلى أقرب مأذون ومن هناك إلى شقتنا الجديدة حيث لن تعودين إلى هنا أبداً .
نظرت ماري حولها كأنما في لحظة وداع للمكان وقالت ..
* سأجمع بعض الأشياء والأوراق وأمضي معك ..
وكم تمنيت أن تظل هذه شقتنا غير أن الظروف تغيرت .

والى الحلقة الاخيرة

Viewing all articles
Browse latest Browse all 19429

Trending Articles